في مشهد وطني استثنائي، تجمع المئات من أبناء الجاليات المصرية في بروكسل، قادمين من دول أوروبا المختلفة، لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الرسمية للمشاركة في القمة الأوروبية – المصرية.
لم يكن الحشد مجرد استقبال عابر، بل رسالة مصرية جديدة تؤكد أن المصريين في الخارج ليسوا مراقبين للأحداث، بل شركاء في صناعة الوعي الوطني والدفاع عن صورة وطنهم في الخارج.
ارتفعت أعلام مصر في شوارع العاصمة البلجيكية، وتعالت الهتافات التي امتزجت بالفخر والانتماء. رجال وسيدات وشباب وأطفال من أجيال مختلفة حملوا صور الرئيس مرددين “تحيا مصر”، وكأنهم يعيدون كتابة معنى الانتماء من قلب أوروبا، ليثبتوا أن المصري حين يغترب لا ينسى، بل يحمل وطنه أينما ذهب.
جاء هذا التجمع بتنظيم دقيق من اتحادات وروابط المصريين في أوروبا، خاصة من إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، وهولندا، الذين توحدوا خلف هدف واحد: إظهار الوجه الحقيقي لمصر القوية المستقرة.
وقد عكست الأجواء حالة الوعي الوطني التي أصبحت تميز المصري في الخارج، وحرصه على أن يكون امتدادًا حضاريًا وثقافيا لوطنه الأم، ورسولا لقيمها ومكانتها بين الأمم. وفي مشهد رمزي مفعم بالفخر، استقبل اتحاد شباب مصر في الخارج الرئيس عبدالفتاح السيسي بتمثال ذهبي في قلب أوروبا، تقديرا ومحبة من شباب مصر بالخارج للرئيس السيسي بطل السلام، الذي استطاع أن يجمع بين القوة والحكمة في آنٍ واحد، ليصبح رمزا للوطن الذي يعيد رسم صورته بيد أبنائه في الداخل والخارج.
لم يكن مشهد بروكسل مجرد مظاهرة تأييد، بل تجسيدا لمعنى الدولة الوطنية الممتدة في أبنائها داخل الوطن وخارجه. لقد نجحت القيادة المصرية في إعادة صياغة علاقة المصريين بوطنهم، من مجرد ارتباط عاطفي إلى انتماء فعال يسهم في بناء الصورة الإيجابية لمصر في الخارج. ومن قلب أوروبا، خرجت رسالة واضحة: أن مصر لا تغيب، وأن أبناءها بالخارج هم قوتها الناعمة وسفراؤها الحقيقيون، يرفعون اسمها بإيمان ووعي وإرادة. إنها مصر التي تعلم متى تتحدث ومتى تصمت، متى تحضر في الميدان ومتى تكتفي بظل هيبتها. فكما تصنع القرار حين يصمت الجميع، فإنها أيضًا تترك في كل أرض تطأها بصمة حضور لا تُمحى. وهكذا، أثبتت زيارة الرئيس السيسي لبروكسل أن قوة الدولة لا تُقاس فقط بترسانتها العسكرية أو قدراتها الاقتصادية، بل أيضا بوعي أبنائها، وبقدرتها على توظيف قوتها الناعمة في اللحظة المناسبة. تلك هي مصر التي اختارت طريق “القوة الهادئة”، فحضرت بثقلها، وتحدثت بصوتها، وأكدت أن حضورها في قلب أوروبا لم يكن صدفة، بل نتيجة وعي استراتيجي ورؤية وطنية تمتد جذورها في التاريخ وتطل بكرامة على المستقبل.