ليس كل من يطرق أبواب أوروبا يحمل حلمًا مشروعًا… فبين طموح الشباب ورعونة البعض، تتشكل صورة مصر في عيون العالم.
إيطاليا، بوابة المتوسط إلى أوروبا، صارت في السنوات الأخيرة مقصدًا لموجات متزايدة من المهاجرين غير الشرعيين، بينهم عدد ملحوظ من الشباب المصري. وعلى الرغم من أن كثيرًا منهم لا يغادرون مباشرة من الموانئ المصرية، فإن جنسيتهم تظل مرتبطة باسم مصر وصورتها أمام الرأي العام الأوروبي.
المشكلة ليست فقط في خرق القوانين، بل في الأثر السلبي الذي تلقيه هذه الظاهرة على سمعة الجالية المصرية الملتزمة. آلاف المصريين المقيمين بإيطاليا بطرق قانونية، والذين يعملون باجتهاد ويحترمون القوانين، بنوا لأنفسهم قصص نجاح ملهمة: من أصحاب مطاعم وشركات صغيرة، إلى طلاب متفوقين في الجامعات الإيطالية، جميعهم يرفعون اسم مصر بجدهم وأخلاقهم. لكن تصرفات قلة متهورة، تبحث عن المكسب السريع أو الهروب من ضغوط الحياة، تضعهم أحيانًا في دائرة الشك.
هذه السلوكيات غير المسؤولة تجعل من حياة المخالفين جحيمًا، حيث يواجهون مخاطر الغرق، أو الوقوع فريسة لعصابات التهريب والمافيا، أو الترحيل والسجن. لكنها أيضًا تُلقي بظلالها على صورة مصر، وتفتح الباب أمام حملات إعلامية تضع الجميع في سلة واحدة.
الحل يتطلب تحركًا مزدوجًا:
•في الداخل: رفع الوعي في القرى والمدن بخطورة الهجرة غير الشرعية، وتوفير بدائل اقتصادية وفرص عمل للشباب.
•في الخارج: تعزيز الدور الدبلوماسي للسفارة والقنصلية، ودعم الجاليات الإيجابية التي تقدم نموذجًا مشرفًا للمصريين، والتعاون مع السلطات الإيطالية للفصل بين الملتزمين والمخالفين.
إيطاليا ليست مجرد معبر، بل هي اختبار حقيقي لقدرة المصريين على الاندماج الإيجابي واحترام القوانين. ولتبقَ مصر كبيرة في أعين العالم، وهي بالفعل كبيرة، علينا جميعًا أن نكون سفراء لها بأفعالنا، فسمعة الوطن أمانة لا تحتمل العبث… وحمايتها مسؤولية كل مصري، أينما كان.