مش كل رحلة لازم تكون في فندق 5 نجوم.. أحيانا أجمل التجارب بنعيشها في أماكن بسيطة، لكن بروح دافئة وصدق يملأ المكان.. وده بالضبط ما شعرت به حين سافرت إلى الإسماعيلية وقررت أن أسكن في بيت الشباب هناك.
من أول لحظة دخلت المكان شعرت بما لا يمكن شراؤه بالمال.. الراحة.. استقبال ودود، ابتسامات صادقة من غير مجاملة، وإحساس أنك لست مجرد ضيف غريب، بل أحد أفراد العائلة. النظافة، جودة الطعام، الابتسامة وروح الرضا.. كل هذه التفاصيل تجعل شعورك وكأنك في بيت أحدهم، لا مجرد مكان للإقامة.
الناس هناك ليسوا مجرد موظفين.. هم أشخاص يتركون أثرًا في الذاكرة قبل أن تترك أنت المفتاح. الغرفة كانت بسيطة ونظيفة، وكل ما تحتاجه موجود من غير تكلف، والأهم من ذلك أن الجو العام يشجعك على الاستمتاع بمساحتك والتعرف على زوار آخرين من ثقافات مختلفة.
هناك من يعتقد أن السكن الاقتصادي يعني الحرمان.. لكن الحقيقة أن بيت الشباب يقدم تقريبا كل عناصر الراحة النفسية والاجتماعية التي يبحث عنها أي مسافر.
بيت شباب الإسماعيلية تجربة فريدة حقا، وحدوته حلوة.. والأجمل أن الدولة لا تزال حريصة على توفير خدمات ممتازة بأسعار في متناول الجميع.. شخصيا، أتمنى أن يكون هناك بيت شباب في كل محافظة، وتوفير الأراضي اللازمة، بحيث تصبح بيوت الشباب عناوين لكل طبقات الشعب، وتستمر هذه التجربة الجميلة لكل المصريين.
لحظاتي هناك كانت مليئة بالهدوء.. منظر القناة، نسمة الهواء، والخفة التي تشعر بها بعيدا عن دوشة المدينة. في النهاية، كانت التجربة بسيطة، لكنها ممتعة بصدق.