الثلاثاء 21 أكتوبر 2025

رئيس مجلس الإدارة
د. مروة حسين

نائب رئيس مجلس الإدارة
م. ياسين الزيني

رئيس التحرير
ا. محمد صلاح

المدير التنفيذي
د. محمد زكريا

شيماء إبراهيم تكتب : صانعة القرار حين يصمت الجميع

شهدت مدينة شرم الشيخ لحظة فارقة في التاريخ السياسي الحديث، عندما نجحت مصر في رعاية اتفاق السلام الذي أنهى حرب غزة بعد عامين من الدمار والمعاناة ، لم يكن المشهد مجرد توقيع لاتفاق، بل إعلانا جديدا لدور مصر القيادي في محيطها الإقليمي، وتأكيدا على أن القاهرة لا تفرض السلام إلا من موقع القوة والثقة.
منذ البداية، تعاملت الدولة المصرية مع الصراع بعقل بارد وحسابات دقيقة، متجنبة الانفعال أو الاندفاع، لكنها في الوقت ذاته أظهرت صلابة لا تخطئها عين فكان تأمين الأجواء المصرية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة واضحة للعالم بأن السيادة المصرية خط أحمر، وأن من يدخل سماءها يدخلها بإذن من دولة قادرة على الحماية والردع.
مصر اليوم تقدم نموذجا فريدا في إدارة الأزمات، لا تُلوح بالقوة إلا حين تقتضيها الضرورة، ولا تفرط في ثوابتها الوطنية مهما كانت الضغوط.. هذا التوازن بين الردع والدبلوماسية هو سر استقرارها وسبب ثقة القوى الدولية في قيادتها فقد استطاعت القاهرة أن تجعل من “السلام” أداة من أدوات قوتها، ومن “الدبلوماسية” وسيلة لتثبيت نفوذها دون صدام أو مغامرات.
إن ما تحقق في شرم الشيخ لم يكن انتصارا دبلوماسيا فحسب، بل تتويجا لمسار استراتيجي طويل رسخ لمعادلة جديدة: السلام القائم على الردع، وردع لا يهدف إلى الحرب بل إلى حفظها بعيدة فاليوم، تستعيد مصر دورها كقلب العروبة النابض، ومرجعية إقليمية قادرة على أن تجمع وتوازن وتوجه، في زمن تتنازعه الأزمات والانقسامات.
فالسلام المصري لا يُفرض بالتنازلات، بل يُصاغ بالإرادة والعقل والقوة التي تعرف متى تصمت ومتى تتكلم، ومتى تُرسل طائراتها لا لتقاتل، بل لتقول للعالم: هنا مصر، صانعة السلام وحامية الاستقرار. 🇪🇬
وهنا نؤكد أن ما حدث في شرم الشيخ لم يكن مجرد اتفاق سياسي، بل تتويج لعقود من بناء القوة المصرية الشاملة. فالدولة التي أعادت بناء جيشها، وطورت مؤسساتها، ووسّعت تحالفاتها الإقليمية، هي نفسها التي أثبتت للعالم أن السلام لا يُفرَض إلا من موقع قوي قادر على الردع.
لقد أرسلت مصر من شرم الشيخ رسالة واضحة للعالم أجمع: أن زمن التجاوز على سيادتها أو العبث بأمنها قد انتهى، وأنها ماضية بثقة في طريقها نحو ترسيخ الاستقرار وصياغة مستقبل المنطقة وفق رؤية مصرية خالصة.
هكذا تكتب مصر من جديد معادلتها الذهبية بين القوة والعقل، لتبقى كما كانت دائما… قلب المنطقة النابض، وصانعة القرار حين يصمت الجميع. 🇪🇬


أخبار متعلقة

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
Email