الباحثة نوران الرجال تكتب.. دور المرأة في الاقتصاد البحري: تعزيز الشمولية والتمكين
لطالما اعتبرت الصناعة البحرية مجالاً يهيمن عليه الرجال، حيث تعاني المرأة من نقص التمثيل في مختلف الأدوار والقطاعات، إلا أن هذا التصور آخذ في التغير تدريجياً مع تزايد عدد النساء اللواتي يدخلن هذا القطاع ويساهمن بشكل كبير في نموه وتطوره.
وسنستكشف دور المرأة في الاقتصاد البحري وكيف يُحدث إدماجها تأثيراً إيجابياً على الصناعة ككل؟
كانت المرأة جزءاً لا يتجزأ من عالم النقل البحري، سواءً كبحارة أو تاجرة أو عاملة، ومع ذلك، غالباً ما كانت مساهماتها ومشاركتها تُهمّش وتُقلّل من قيمتها، أما اليوم، ومع تغير الزمن واعتماد نهج أكثر شمولية، تُرسخ المرأة بصماتها في مختلف مجالات الاقتصاد البحري، من بناء السفن والنقل إلى التمويل والإدارة.
من الأسباب الرئيسية لزيادة مشاركة المرأة في الصناعة البحرية تغير عقلية أصحاب العمل وقادة الصناعة، فهم يُدركون المهارات والرؤى الفريدة التي تُقدمها المرأة، ويُعززون بنشاط التنوع بين الجنسين في مؤسساتهم. هذا لا يخلق ثقافة عمل أكثر شمولاً فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تحسين عملية صنع القرار وتحسين الأداء.
علاوة على ذلك، تثبت النساء جدارتهن في المجالات التي يهيمن عليها الرجال تقليدياً مثل إدارة السفن والملاحة، ووفقاً لدراسة أجرتها المنظمة البحرية الدولية (IMO)، تُشكل النساء 2% فقط من بحارة العالم، ومع ذلك، من المتوقع أن يزداد هذا العدد مع تشجيع المزيد من النساء على السعي وراء وظائف في البحر، كما نفذت المنظمة البحرية الدولية مبادرات مختلفة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في القطاع البحري.
بالإضافة إلى الأدوار البحرية، تُقدم النساء أيضاً مساهمات كبيرة في الجانب الساحلي من الصناعة البحرية، فهن يقودن الأعمال البحرية، ويديرن الموانئ، ويلعبن أدواراً رئيسية في الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد، هذا التمثيل المتزايد لا يخلق قوة عاملة أكثر تنوعاً فحسب، بل يجلب أيضاً وجهات نظر جديدة وأفكاراً مبتكرة إلى الساحة.
علاوة على ذلك، فإن إشراك المرأة في الصناعة البحرية له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي لأي بلد، وجدت دراسة أجراها البنك الدولي أن زيادة عدد النساء في القوى العاملة يمكن أن تؤدي إلى زيادة تصل إلى 34٪ في الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان، ويرجع ذلك إلى أن النساء يتمتعن بمهارات ووجهات نظر فريدة يمكن أن تساعد الشركات على الازدهار والمساهمة في اقتصاد أكثر استدامة ومرونة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من التقدم المحرز نحو تعزيز التنوع بين الجنسين في الصناعة البحرية، لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، هناك حاجة إلى مزيد من الجهود للقضاء على الصور النمطية للجنسين وخلق فرص متساوية للنساء في هذه الصناعة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال برامج التعليم والتدريب، وفرص الإرشاد، وتعزيز بيئة عمل داعمة.
فإن دور المرأة في الاقتصاد البحري بالغ الأهمية، وإدماجها ضروري لنمو الصناعة وتطويرها، يجب على أصحاب العمل وقادة الصناعة مواصلة تعزيز التنوع بين الجنسين وتوفير فرص متساوية للنساء للتفوق في جميع مجالات القطاع البحري