رئيس مجلس الإدارة
د. مروة حسين

نائب رئيس مجلس الإدارة
م. ياسين الزيني

رئيس التحرير
ا. محمد صلاح

المدير التنفيذي
د. محمد زكريا

شيماء إبراهيم تكتب: سفراء مصر بلا تفويض

لم تعد الدبلوماسية الناعمة حكرًا على المؤسسات الرسمية فقط، بل باتت قوة حقيقية تمارسها الشعوب بوعيها وثقافتها وتأثيرها في المجتمعات المختلفة. ويأتي المصريون بالخارج في طليعة ممثلي هذه القوة، حيث شكلت تجاربهم ونجاحاتهم نماذج حية لما يمكن أن تقدمه الجاليات من دعم لصورة الوطن على الساحة الدولية.

يبلغ عدد المصريين بالخارج وفقًا للإحصاءات الرسمية نحو 14 مليون مصري، موزعين في مختلف القارات. لكن ما يميز هذه الجاليات ليس فقط حجمها، بل نوعية حضورها، الذي يتنوع بين التفوق العلمي، والمساهمات الاقتصادية، والتمثيل السياسي، والعمل الثقافي والإعلامي. وكل ذلك يصب في بوتقة واحدة: دعم مكانة مصر كدولة ذات عمق حضاري ورؤية معاصرة.

أخبار متعلقة

في المجال العلمي، تلمع أسماء مصرية في كبرى الجامعات ومراكز البحث حول العالم. الدكتور فاروق الباز، على سبيل المثال، لعب دورًا مهمًا في برنامج الفضاء الأمريكي، والدكتور مجدي يعقوب ساهم في إحداث طفرة في جراحة القلب عالميًا، ولا يزال يربط نجاحه باسمه المصري. هذه النماذج لا تمثل فقط إنجازات فردية، بل تبني جسورًا من الاحترام المتبادل بين مصر والدول التي يعيش فيها هؤلاء العلماء.

أما في المجال السياسي، فقد استطاع بعض المصريين الوصول إلى مواقع مؤثرة في دول المهجر، ليكونوا صوتًا داعمًا لقضايا الوطن الأم، وحلقة وصل تعزز التفاهم والتعاون بين الحكومات. كما أسهمت الجاليات في التصدي لحملات تشويه صورة مصر بالخارج، عبر الظهور في الإعلام أو تنظيم فعاليات تبرز الوجه الحقيقي للدولة والمجتمع المصري.

ولا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه المرأة المصرية بالخارج، خاصة في أوروبا وأمريكا، حيث تحرص الكثيرات على الحفاظ على الهوية الوطنية مع الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهن الجديدة. هذا الاندماج الواعي يخلق نموذجًا للمرأة المصرية المثقفة، القادرة على التوفيق بين القيم المصرية ومتطلبات العصر، وهو في حد ذاته رسالة قوية لدبلوماسية مصر الناعمة.

لقد أصبح واضحًا أن المصريين بالخارج ليسوا مجرد عمالة مهاجرة أو أفراد يسعون للعيش الكريم، بل هم سفراء حقيقيون يحملون ثقافة وطنهم، ويدافعون عن مصالحه، ويعكسون قوة مصر الناعمة في عالم يتغير باستمرار. ولذا، فإن دعم الدولة لهم، والاستماع إلى رؤاهم، وتمكينهم من المساهمة في صناعة السياسات الوطنية، يمثل استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل أكثر إشراقًا وتأثيرًا لمصر على الساحة الدولية.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
Email