رئيس مجلس الإدارة
د. مروة حسين

نائب رئيس مجلس الإدارة
م. ياسين الزيني

رئيس التحرير
ا. محمد صلاح

المدير التنفيذي
د. محمد زكريا

د. سمية أبو الفتوح تكتب: “سيكو سيكو”.. وحروب الجيل الرابع

 

 

أخبار متعلقة

في الوقت الذى تعرض فيه الأفلام الكوميدية على أنها مجرد وسيلة للترفيه، إلا أنها قد تحمل بين طياتها رسائل خطيرة تمس واقعنا المجتمعى، كما هو الحال مع فيلم ” سيكو سيكو” الذى يعرض حاليا في دور السينما ، وتناقلته المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعى بكثرة.

يحكي الفيلم قصة شابين من عائلة بسيطة، يعيشان على أمل تحسن الظروف، حتى تأتيهما فرصة مفاجئة بعد وفاة عمهما بالحصول على ميراث، لكن سرعان ما يتحول الحلم إلى كابوس، حين يكتشفان أن الميراث عبارة عن بضاعة غير قانونية، وبسبب ضغوط الحاجة، يقرران تصريف هذه “البضاعة” من خلال لعبة إلكترونية قاموا بتطويرها بأنفسهم وأطلقوا عليها اسم ” سيكو سيكو”، تلقى اللعبة نجاحا كبيرا و رواجا واسعا، ولكن بعد فترة قصيرة، يظهر شخص يدعى ملكية هذه ” البدعة”، وتنقلب الأمور رأسا على عقب.

ورغم الطابع الكوميدي للفيلم، إلا أنه يطرح قضيتين في غاية الخطورة، تمثلت فى استخدام حروب الجيل الرابع وفى مقدمتها إدمان الهاتف المحمول والألعاب الرقمية، بعدما أصبح الهاتف أداة رئيسية في حياة الأطفال والشباب، لا تفارق أيديهم على مدار الساعة، لكن الخطورة الحقيقية تكمن فى تحوله إلى بوابة مفتوحة على مصراعيها لإدمان الألعاب المعروفة بالمخدرات الرقمية، التي يتم الترويج لها وبيعها عبر الإنترنت بسهولة مذهلة.

لعبة “سيكو سيكو” فى الفيلم، ترمز إلى هذا الخطر المستتر، ألعاب إلكترونية ظاهرها المتعة والتسلية، وباطنها ترويج لأنواع من المخدرات الجديدة التي تدمر عقول الأطفال والشباب دون أن يدرك الأهل أو المجتمع خطورة ما يحدث لأبناءهم عبر شاشات الهواتف المحمولة المنتشرة بين أيديهم.

الامر لم يعد مقتصرا على إدمان الألعاب الرقمية، بل امتد إلى الترويج وبيع المخدرات من خلال تطبيقات مشبوهة على الهواتف وتصل إلى باب البيت مثل الوجبات السريعة او الطلبات المنزلية.

أمام هذا الواقع المؤلم، لابد من وقفة جادة، فالآباء والأمهات عليهم مراقبة هواتف أبناءهم وأن يكونوا قريبين منهم نفسيا وعاطفيا، إيمانا بأن الوعى الأسرى هو الحصن الأول لحماية أجيال المستقبل، باعتبارهم أمل الأمة.
كما أن الوزارات المعنية ” التربية والتعليم ،التعليم العالى، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعى، والاتصالات” يقع على عاتقها القيام بواجبها للتوعية بمخاطر تلك الألعاب الرقمية، وحجب التطبيقات المشبوهة، وتغليظ عقوبة القائمين عليها والمتعاملين معها.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
Email