رئيس مجلس الإدارة
د. مروة حسين

نائب رئيس مجلس الإدارة
م. ياسين الزيني

رئيس التحرير
ا. محمد صلاح

المدير التنفيذي
د. محمد زكريا

د. آية الهنداوي تكتب: إسرائيل الدموية: تاريخ أسود من الحرب والإبادة

منذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948 على أنقاض فلسطين التاريخية وهي تمارس سياسات وحشية قائمة على الحرب والإبادة والتهجير القسري في انتهاك واضح للقوانين الدولية وحقوق الإنسان حيث يعتمد الكيان الصهيوني على العنف الممنهج لتثبيت وجوده متجاهلًا كل المواثيق التي تحمي المدنيين وتضمن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها عبر العقود وباتت إسرائيل مثالًا للدولة القائمة على الإرهاب المنظم مدعومة من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي توفر لها الغطاء السياسي والدعم العسكري اللازم لإستمرار سياساتها الوحشية.

– التأسيس الدموي: النكبة والمجازر.

أخبار متعلقة

لم يكن قيام إسرائيل مجرد إعلان سياسي، بل جاء عبر سلسلة من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية مثل “الهاجاناه” و”الأرجون” و”شتيرن” ومن أبرز المجازر التي مهدت لتأسيس إسرائيل:

1. مجزرة دير ياسين (1948): قامت العصابات الصهيونية بذبح أكثر من 250 فلسطينيًا من بينهم نساء وأطفال في قرية دير ياسين بالقرب من القدس في واحدة من أبشع الجرائم التي أرعبت الفلسطينيين وأجبرتهم على النزوح.

2. مجزرة الطنطوره (1948): قتل الإحتلال المئات من أهالي الطنطوره بعد استسلامهم وأجبر الأسرى على حفر قبورهم بأيديهم قبل إعدامهم بدم بارد.

3. مجزرة كفر قاسم (1956): قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 50 فلسطينيًا بدم بارد من بينهم نساء وأطفال رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد.

 

– حروب التوسع والعدوان المستمر.

لم تتوقف إسرائيل عند إحتلال فلسطين، بل خاضت حروبًا توسعية ضد الدول العربية بهدف توسيع رقعة سيطرتها وترسيخ هيمنتها الإقليمية:

1. العدوان الثلاثي (1956): شاركت إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا في العدوان على مصر بعد تأميم قناة السويس في محاولة لإضعاف القيادة العربية.

2. نكسة 1967: اجتاحت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء والجولان السوري في عدوان خاطف أدى إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وتوسيع رقعة الإحتلال.

3. اجتياح لبنان (1982): شنت إسرائيل عدوانًا واسعًا على لبنان أسفر عن مجازر كبرى مثل مجزرة صبرا وشاتيلا حيث قُتل آلاف اللاجئين الفلسطينيين على يد ميليشيات متعاونة مع الإحتلال.

 

– جرائم حرب متكررة ضد غزة.

منذ انسحابها من غزة عام 2005 حولت إسرائيل القطاع إلى سجن مفتوح مستخدمة الحصار والعدوان المتكرر كأدوات لتركيع الشعب الفلسطيني:

1. عدوان 2008-2009: قتلت إسرائيل أكثر من 1400 فلسطيني من بينهم مئات الأطفال ودمرت آلاف المنازل والبنية التحتية.

2. حرب 2014: استشهد أكثر من 2200 فلسطيني معظمهم من المدنيين نتيجة القصف العشوائي والوحشي على الأحياء السكنية.

3. عدوان 2021: شنت إسرائيل هجومًا واسعًا على غزة استهدفت فيه الأبراج السكنية والمكاتب الصحفية والمستشفيات مما أسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

– الإستيطان والتهجير القسري.

تواصل إسرائيل تنفيذ سياسات تهويد الأراضي الفلسطينية عبر الإستيطان غير الشرعي حيث تصادر الأراضي وتهدم المنازل لطرد الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

القدس المحتلة: تسعى إسرائيل إلى تهويد المدينة عبر هدم منازل الفلسطينيين والإستيلاء على الأحياء العربية مثل الشيخ جراح وسلوان وطرد سكانها قسرًا.

الضفة الغربية: أقامت إسرائيل أكثر من 250 مستوطنة غير شرعية يقطنها أكثر من 700 ألف مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي الذي يستخدم العنف لقمع أي مقاومة فلسطينية.

– الإبادة الجماعية والتمييز العنصري.

تعتمد إسرائيل سياسات ممنهجة لإبادة الفلسطينيين بوسائل مختلفة تشمل القتل المباشر، والحرمان من الحقوق الأساسية، والحصار والتجويع مما يجعلها أقرب إلى نظام الفصل العنصري (الأبارتايد):

1. الحصار والتجويع: تمنع إسرائيل دخول الغذاء والدواء والوقود إلى غزة مما تسبب في أزمات إنسانية خانقة.

2. إطلاق النار على المدنيين: تستهدف قوات الإحتلال الفلسطينيين بالرصاص الحي حتى في التظاهرات السلمية كما حدث في مسيرات العودة الكبرى عام 2018 حيث قتل القناصة الإسرائيليون مئات الفلسطينيين من بينهم صحفيون ومسعفون.

3. العقاب الجماعي: تلجأ إسرائيل إلى هدم منازل عائلات الفلسطينيين الذين تتهمهم بالمقاومة في سياسة إنتقامية تحرم آلاف العائلات من مساكنها.

– الدعم الغربي وازدواجية المعايير.

رغم كل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل فإنها تحظى بدعم سياسي وعسكري غير مشروط من الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تغضّان الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية، بينما تهاجمان أي مقاومة فلسطينية وتصفها بالإرهاب.

الفيتو الأمريكي: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) عشرات المرات لحماية إسرائيل من أي إدانة دولية في مجلس الأمن.

تمويل الاحتلال: تقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لإسرائيل تُستخدم في تطوير الأسلحة التي تقتل الفلسطينيين.

وختاماً:

إسرائيل ليست دولة سلام بل كيان إستيطاني قائم على القتل والإبادة والقمع والإرهاب وما زالت سياستها الوحشية مستمرة في ظل صمت دولي وتواطؤ غربي لكن رغم ذلك، فإن الشعب الفلسطيني يواصل مقاومته بكل الوسائل الممكنة مؤمنًا بحقه في تحرير أرضه واستعادة وطنه مهما طال الزمن
وستظل فلسطين جرحًا مفتوحًا في ضمير العالم وشاهدًا على دمويّة الإحتلال الإسرائيلي حتى يأتي اليوم الذي تُكتب فيه الحرية بدماء الأحرار، قد يطول الظلم لكن
التاريخ لا يرحم وستظل قضية فلسطين علامة فارقة تُسجَّل بأحرف من نضال لتكون درسًا لا يُنسى في مواجهة الطغيان
وإسرائيل بجرائمها المستمرة تكتب بنفسها فصلها الأخير لأن الحق لا يموت والشعوب لا تنسى وفلسطين ستبقى الرمز الأبدي للحرية والمقاومة مهما حاول الإحتلال طمس الحقيقة
فإنّ قضية فلسطين ستظل الحدث الذي يكشف وحشيته ويؤكد أن العدالة قد تتأخر لكنها لن تُهزم أبدًا.


د. آية الهنداوي
مدرس الدراسات اليهودية
كلية الآداب – جامعة المنصورة.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
Email