في إطار حرص قيادات جامعة الأزهر برئاسة فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، على التعاون والتكامل مع جميع مؤسسات الدولة الوطنية في جميع المناسبات، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك؛ شارك الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر عضو مجمع البحوث الإسلامية، في ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين الذي تنظمه وزارة الأوقاف برعاية فضيلة الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في ذكري فتح مكة تحت عنوان: «اذهبوا فأنتم الطلقاء…نموذج العفو النبوي وأثره في بناء المجتمعات».
واستهل الدكتور محمود صديق، كلمته بقول المصطفي -صلى الله عليه وسلم- عند فتح مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، مؤكدًا على أنها أعظم مقولة في التسامح أطلقها النبي -صلى الله عليه وسلم.
وبيَّن نائب رئيس جامعة الأزهر كيف كان موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة، مشيرًا إلى أنه رغم تعرض المصطفى للإيذاء والاضطهاد على أيدي قريش فإنه -صلى الله عليه وسلم- اختار العفو والتسامح، ولم يفكر في الانتقام ممن آذوه؛ بل قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
وأوضح فضيلته أن هذا الموقف العظيم يؤكد أن الإسلام دين الرحمة، وأن العفو عند المقدرة هو شيمة القادة العظماء، ورسولنا الكريمﷺ قدَّم للعالم أرقى أنموذج في التسامح والتعايش، واستشهد بقول الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، موضحًا أن النبي ﷺ كان أنموذجًا للأخلاق الرفيعة التي أدبه الله عليها في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن العفو في الإسلام ليس ضعفًا، بل هو قوة وسلوك يعزز استقرار المجتمعات.
