رئيس مجلس الإدارة
مروة حسين

نائب رئيس مجلس الإدارة
م. ياسين الزيني

رئيس التحرير
ا. محمد صلاح

المدير التنفيذي
د. محمد زكريا

شيماء إبراهيم تكتب:  مصر تقدّم رسالتها للعالم

 

لم يعد معرض إيديكس حدثًا عابرًا أو مجرد منصة لعرض السلاح؛ بل تحوّل إلى مؤشر استراتيجي على إعادة توزيع القوة في الشرق الأوسط، ومختبر عملي يكشف أين تقف مصر الآن… وإلى أين تتجه.

أخبار متعلقة

 

فالنسخة الرابعة التي استضافتها القاهرة هذا العام لم تُظهر مصر كدولة تشارك في معرض دولي، بل كفاعل إقليمي صاعد يملك رؤية واضحة لتوطين السلاح وتطوير صناعة دفاعية قادرة على المنافسة عالميًا.

 

ولعل أهم ما كشفه المعرض هذا العام ليس عدد الدول المشاركة، ولا حجم الوفود، بل تلك الرسالة الضمنية التي مررتها مصر بثقة:

 

أنها لم تعد تكتفي بشراء التكنولوجيا… بل تصنعها وتنتجها وتعيد توجيه مساراتها.

 

فـ ٥٧ منظومة دفاعية مصرية خالصة عُرضت هذا العام، مصحوبة بتوقيع اتفاقيات تصنيع مشترك، وتدشين خطوة تاريخية لتصنيع جزء من طائرات الرافال داخل مصر—خطوة لا تُمنح إلا لدول ذات وزن سياسي وثقة استراتيجية راسخة.

 

هذا التطور لم يأتِ فجأة؛ بل هو حصيلة سنوات من إعادة هيكلة القاعدة الصناعية العسكرية، وتطوير منظومات الإنتاج، وبناء شراكات عميقة مع قوى كبرى تمتلك التكنولوجيا الأعلى دقة وتعقيدًا.

 

لقد اختارت مصر طريقها مبكرًا:

 

تنويع مصادر السلاح… توطين التكنولوجيا… وتعظيم القدرة الذاتية.

 

ولم تعد المعارض العسكرية بالنسبة لها فعاليات بروتوكولية، بل محطات تراكم خبرة وتثبيت مكانة وبناء نفوذ.

 

ويأتي كل ذلك في توقيت عالمي يزداد فيه وزن الصناعات الدفاعية باعتبارها أداة سياسية واقتصادية قبل أن تكون عسكرية؛ حيث تتبدل التحالفات وتُعاد صياغة موازين القوة.

 

وفي قلب هذا المشهد، ظهرت القاهرة كعاصمة قادرة على جمع المتناقضات، وبناء الجسور، وتقديم نموذج لدولة مستقرة، منفتحة، وعارفة ماذا تريد.

 

أن تصبح خلال خمس سنوات فقط أكبر مركز صناعي ودفاعي في الشرق الأوسط… ليس أمرًا يحدث بالصدفة.

 

وجود أكثر من ١٠٠ دولة في القاهرة لم يكن بروتوكولًا ولا زيارة مجاملة؛ بل اعتراف دولي صريح بأن مصر أصبحت نقطة ارتكاز لا يمكن تجاوزها في أي معادلة تخص السلاح والأمن الإقليمي.

 

فإيديكس لم يكن معرضًا للسلاح… بل منصة لإعلان رؤية.

 

رؤية دولة تصنع قرارها داخل عاصمتها، وتتحرك في اتجاه بناء قوتها الشاملة: العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية.

 

وهذا المسار يعيد للدولة المصرية مكانتها الطبيعية:

 

دولة قادرة على حماية مصالحها، وصناعة أمنها، وإدارة محيطها من موقع قوة لا تبعية.

 

كما يرسّخ مكانة القوات المسلحة المصرية كإحدى أهم القوى النظامية وأكثرها تطورًا في المنطقة، سواء من حيث التسليح أو من حيث القدرة على استيعاب التكنولوجيا المتقدمة وتوطينها.

 

إيديكس ٢٠٢٥ لم يكن مجرد حدث…

 

كان بيانًا سياسيًا مكتوبًا بلغة القوة، وإعلان إرادة لا تتراجع ولا تتردد.

إرادة دولة تعرف قيمتها… وتعرف مكانها… وتعرف الطريق الذي اختارته.

 

وهذه ليست نهاية الطريق… بل بدايته.

فما يحدث في مصر اليوم ليس “معرضًا” بل مشروع دولة تبني قوتها… وتعيد تعريف مكانتها على خريطة العالم.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
Email