رئيس مجلس الإدارة
د. مروة حسين

نائب رئيس مجلس الإدارة
م. ياسين الزيني

رئيس التحرير
ا. محمد صلاح

المدير التنفيذي
د. محمد زكريا

شيماء إبراهيم تكتب: الضبعة… حين تُعلن مصر عن نفسها كقوة تبني المستقبل

ما جرى في مشروع الضبعة النووي لم يكن مجرد مشاركة عبر الفيديو كونفرانس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تركيب وعاء الضغط، بل كان لحظة تكشف ملامح دولة تتحرك بثبات نحو مكانة أكبر مما يتصور البعض. فهنا لم تعد مصر تتعامل مع مشروع طاقة، بل مع ورقة قوة استراتيجية تُعاد بها صياغة مستقبلها الاقتصادي وموقعها الإقليمي.

تركيب وعاء الضغط—قلب المفاعل النووي—ليس خطوة هندسية روتينية، بل إعلان بأن مصر أصبحت تمتلك مفاتيح واحدة من أكثر الصناعات تقدمًا وتعقيدًا في العالم. خطوة لا تُقدم عليها إلا دولة لديها رؤية واضحة، وتوازن سياسي مدروس، وثقة في قدرتها على إدارة مشروع بهذا الحجم والعمق.

أخبار متعلقة

منذ سنوات قليلة، كانت مصر تعاني من انقطاعات كهرباء تؤثر على الصناعة والسياحة والاستثمار. اليوم، تتحرك الدولة في الاتجاه المعاكس تمامًا: فائض في الطاقة، توسع في الإنتاج، واستعداد لمرحلة اقتصادية أكثر استقلالًا. الضبعة هنا ليست محطة… إنها تحول في بنية الدولة نفسها. انتقال من معالجة الأزمات إلى بناء القدرات، ومن الاستهلاك إلى الإنتاج بثبات واستدامة.

الشراكة المصرية–الروسية في هذا المشروع لم تُبنَ على احتياج، بل على قرار استراتيجي مدروس، يقوم على تنويع مصادر التكنولوجيا والطاقة والشركاء الدوليين. وهذا التنويع يمنح مصر مرونة سياسية وحضورًا دوليًا، ويؤكد أن قرارها الوطني يُصاغ من داخل القاهرة، وليس من خارجها.

اقتصاديًا… الضبعة خطوة ستنعكس على كل قطاع:
– كهرباء مستقرة ودائمة للصناعة.
– تقليل فاتورة الاستيراد وتخفيف الضغط على العملة الصعبة.
– خلق آلاف الفرص للعمل المباشر وغير المباشر.
– نقل خبرات نووية متقدمة وبناء كوادر مصرية قادرة على إدارة قطاع حساس لعقود قادمة.

أما استراتيجيًا… فالمشروع يعزز مفهوم الأمن القومي بالمعنى الشامل.
فالدولة التي تمتلك تكنولوجيا نووية سلمية تمتلك قدرة أكبر على حماية قرارها، وزيادة وزنها التفاوضي، وتحقيق نوع من التوازن في محيط شديد الاضطراب.

الضبعة ليست خبرًا عابرًا، وليست مشروعًا تنمويًا وحسب…
هي رسالة دولة تعرف قوتها، وتعرف أين تقف، وتعرف إلى أين تريد أن تصل.

الجمهورية الجديدة لا تُبنى بالشعارات…
بل تُبنى بمثل هذه المشاريع التي تغيّر الواقع لعشرات السنين، وتفتح أبواب قوة جديدة لمصر في الداخل والخارج.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram
Email